ایکنا

IQNA

القاريء بسيوني: أوصي الجيل الجديد من القراء بعدم التنفس خلال التلاوة

10:57 - January 15, 2018
رمز الخبر: 3467517
القاهرة ـ إکنا: أوصى القارئ المصري البارز الشيخ محمد أحمد بسيوني الجيل الجديد من القراء بعدم التنفس خلال التلاوة لأن هذا خطأ كبير، وأن يطوعوا الصوت للقرآن ولا يطوعوه للصوت.

الشيخ محمد أحمد بسيوني: زرت إيران  أكثر من 15 مرة

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أن الأستاذ محمد أحد بسيوني يكون واحداً من أعلام التلاوة بمصر والعالم العربي والإسلامي، وواحد من أقدم قراء الإذاعة والتليفزيون، يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء»، ويصفونه بأنه «قاريء مصر الأول»، إنه القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني، صاحب البصمة الخاصة في دولة التلاوة لما يتميز به من صوت عذب، فيه وضوح وسلاسه، صوت مثقف تنشرح له الصدور وتخشع له القلوب وتنصت له الآذان، مخارجه في الحروف واضحة مبينة لا شك فيها، أستاذ في النغم، ومدرسة في الوقف والابتداء والانتقال في المقامات.. لكل هذه الأشياء مجتمعة، استطاع الرجل أن يبنى لنفسه مكانًا في قلوب الآلاف من محبي النغم وعشاق كتاب الله الكريم والمتيمين بألحان السماء في مصر ومختلف بلاد العالم العربي والإسلامي.

وكان لـ«اليوم الجديد» معه هذا الحوار..

ماذا عن الجذور والبدايات؟

بفضل الله أنا من أسرة تحفظ القرآن أبا وأما وإخوة، وكلنا تعلمنا في الأزهر الشريف، تلك الجامعة الإسلامية العريقة، وكان الوالد الشيخ أحمد محفظًا للقرآن، وأكثر أهل بلدتي (سبرباي) حفظوا القرآن على يديه، كما حفظت أنا على يديه، ثم تعلمت القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا.. وكان الوالد قارئًا مجودًا، ودون مبالغة كان صوته أجمل من صوتي، وقد نذرني للقرآن أملًا في أنني ابنه الكبير الذي يمكن أن يحقق شيئا ما، وعلى يديه ختمت القرآن في العاشرة، وقد كان رحمه الله حريصًا على اصطحابي إلى الحفلات القرآنية الكثيرة التي كان يُدعى لإحيائها، وكان أيضًا منشدًا ومبتهلاً مما جعله يعلمني النغم الصوتي الذي ساعدني على ترتيل وتجويد آيات الكتاب الكريم.

القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني؛ الذی يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء» 

وماذا بعد ختم القرآن الكريم؟

عندما ختمت القرآن ألحقني والدي بالأزهر الشريف، حيث تعلمت العلوم الشرعية إلى جانب إتقاني للقرآن الكريم وقد أكملت تعليمي بالأزهر، إلى أن تخرجت في كلية أصول الدين بفضل الله في نفس عام التحاقي بالإذاعة، وكنت من أوائل الدفعة وعينت معيدًا بالكلية نفسها، ولكني تركتها واخترت طريق تلاوة القرآن والالتحاق بالإذاعة.

ولماذا تركت التدريس في الجامعة لتسلك طريق القرآن في الإذاعة؟

الحقيقة أنها كانت أمنية لي أن أكون مدرسًا بجامعة الأزهر، خصوصًا بعد تفوقي وتعييني معيدًا بكلية أصول الدين، لكن فرحتي بالقرآن كانت أكبر، خصوصًا وأنني قد التحقت بالإذاعة قبل تعييني بالجامعة، فكنت زميلاً للعمالقة من قراء الإذاعة كالشيخ «محمود علي البنا، وعبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، ومحمد عبد العزيز حصان» وغيرهم، وكنت ابن الرابعة والعشرين وقد تعدوا الخمسين من أعمارهم، وقد وجدت أن طريق التدريس في الجامعة سيعطلني عن طريق القرآن فاخترت طريق القرآن الكريم، وما أجمله من طريق.

من هو مثلك الأعلى من بين قراء القرآن الكريم؟

قدوتي ومثلي الأعلى هو الشيخ الكبير محمود علي البنا، وقد أحببته من كل قلبي وتأثرت به تأثرًا كبيرًا، حيث كان والدي يصطحبني يوم الجمعة إلى المسجد الأحمدي بطنطا، وكان الشيخ البنا هو قارئ السورة بالمسجد، فكنا نحضر له تلاوة يوم الجمعة التي لم يكن يتخلف عنها أبدا، وللعلم فقد كانت أمنيتي وقتها أن أصبح قارئا للمسجد الأحمدي، والحمد لله تحققت تلك الأمنية الغالية.

من هو صاحب اقتراح التحاقك بالإذاعة؟

كثيرون، فمنذ الصغر كان الناس  يجتمعون من حولي للاستماع إلى تلاوتي للقرآن الكريم، ولأنهم كانوا يحبونني فقد نصحني معظمهم بالالتحاق بالإذاعة مبكرا فأخذت بنصائحهم وتقدمت مبكرًا، وقبل انتهائي من دراستي فتقدمت للإذاعة، وأديت الاختبار أمام لجنة الاستماع بالإذاعة، فاجتزت الاختبار بنجاح إلا أنهم أمهلوني حتى أنتهي من دراستي التي  كان باقيا على انتهائها ستة أشهر، وأذكر أن الأستاذ أحمد صدقي عضو اللجنة، ومتخصص المقامات قد أوصاني بإتقان الانتقال النغمي في تلك الفترة حتى أعود بعد الدراسة، فأخذت بالوصية ودرست المقامات الصوتية وأتقنتها، وكان والدي قد درسها لي من قبل سماعيا.

 القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني؛ الذی يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء»

هل تتذكر كيف كان شعورك مع أول ظهور على الهواء بالإذاعة؟

طبعا، وهل هذا شيء ينسى؟.. كانت أول تلاوة لي على الهواء بالإذاعة من مسجد الإمام الحسين وكانت في وقت الفجر، وما إن قدّمني المذيع  وجدت نفسي وقد جف فمي وأصابني القلق والتوتر، وكنت صغير السن كان ذلك في 15 مايو عام 1976، وكانت تلاوة من سورة القصص تبدأ من (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون)، ولكن سرعان ما زالت الرهبة وهدأ التوتر وأنعم الله عليّ يومها بالأداء الراقي والتلاوة الجيدة التي شهد بها الناس في وقتها.

ـ مَن مِن القراء تحب أن تستمع إليه؟

جميع القراء القدامى الكبار العظماء أساتذتنا وأسيادنا، وأعشق العلم الكبير الشيخ محمد رفعت، والرائع عبد الفتاح الشعشاعي، الذي كان رجلا يقرأ القرآن لوجه الله بالمعنى الكامل للكلمة، وأحب الاستماع إلى المرحوم الشحات أنور صديق ورفيق الكفاح، وكذلك الشيخ الجليل محمد بدر حسين، والمرحوم المبدع الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، والواعد حجاج هنداوي، وهناك أيضا الطيب النقي والأقرب إلى قلبي أخي وحبيبي الشيخ محمود الخشت، وهو من القراء المجيدين المخلصين، وروحه شفافة للغاية ونقاؤه لا شك فيه.

ما أكثر المحافظات التي تحتفي بالشيخ محمد بسيوني ؟

أماكن كثيرة، ولله الحمد، تقدّرني وتحب استضافتي وسماع صوتي، لكن تظل محافظة المنوفية هي المفضلة لديّ وأهلها أكثر من يحتفون بي وبطريقتي في التلاوة، وعلى العموم "المنايفة" يعشقون كتاب الله ويقدّرون القرآن حق قدره، ويحتفلون بأهله ويبالغون في تكريمهم.

وتربطني بقراء المنوفية علاقات ود ومحبه، منهم الشيوخ: خضر أحمد مصطفى، وفاروق ضيف، والعزب سالم، وأحمد سالمان، والعلاقات بيننا في كامل الاحترام والحب.

 القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني؛ الذی يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء»

هل أذّنت في إيران بالأذان الشيعي؟

زرت إيران  أكثر من 15 مرة، وعندما طلبوا مني هناك أن أؤذن الأذان الشيعي، قلت لهم لا أتبع إلا المنهج السني في الأذان فقبلوا هذا واحترموا موقفي وأكرموني.

ما رأيك في الجدل الذي يثار بين الحين والحين حول حل الأجر الذي تحصلون عليه نظير قراءة القرآن الكريم؟

باختصار هذه المسألة حسمها الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، قائلًا: إن ما يتعاطاه القاريء هو في حقيقته أجر على الاحتباس وليس أجرًا لقراءة القرآن.

و للأسف الشديد هناك  بعض القراء يبالغون في أجورهم، وأنا شخصيا لا أحب تلك المغالاة ولا أمارسها، مع العلم أني أذهب إلى موقع العزاء قبل العصر وأعود إلى بيتي قرب منتصف الليل.

لماذا يطلقون عليك (قاريء السماء)؟

القصة أنني في يوم من أيام الجمعة عام 2013، وبعد أن أنهيت تلاوتي في المسجد الأحمدي، وعقب الانتهاء من الصلاة، استوقفني واحد من دراويش أو مجاذيب السيد البدوي الذين يقولون عنهم (أهل الله) وسألني: «انت الشيخ محمد بسيوني؟.. قلت له: نعم أنا محمد بسيوني، فرد قائلا: «أنا بحب أسمعك، ورأيت في المنام أن روحي صعدت في السماء، وهناك سمعتك في السماء تقرأ القرآن، فسألت واحدا من أهل السماء: مش اللي بيقرا ده الشيخ محمد بسيوني، فرد عليّ: «أيوه هو، أصل احنا بنحب نسمعه في السما».. فكانت بُشرة هذا الرجل ورؤياه هي السبب في ذلك، وأرجو من ربي أن أكون جديرا بذلك.

 القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني؛ الذی يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء»

وما هو رأيك في من يطلقون عليك ( قاريء مصر الأول)؟

عندما قالها لي أحدهم ذات مرة وأنا في أحد حفلات العزاء مع زميل لي بالإذاعة، قلت له بالحرف: «انت كذاب، شغلانتنا دي مفيهاش أول ولا آخر، كلنا مجتهدون في تلاوة آيات الله، ومحاولة إمتاع الناس كل على قدر طاقته وموهبته».

ما هي وصيتك للجيل الجديد من القراء؟

الجيل الجديد من القراء مجتهد ومحب للقرآن الكريم بلا شك، وفيهم خامات ممتازة، وأوصيهم أن يستخدموا ألحان العرب وأصواتهم وعدم استخدام نغمات قريبة من الغناء، والتزام الأحكام وحركات المد، وطبعا أوصيهم بعدم التنفس خلال التلاوة لأن هذا خطأ كبير، وأن يطوعوا الصوت للقرآن ولا يطوعوه للصوت، فلا  يصح أبدًا أن نهتم بالناحية اللحنية على حساب القرآن الكريم.

القاريء الشيخ محمد أحمد بسيوني؛ الذی يطلق عليه عشاقه «قاريء السماء»

المصدر: الیوم الجدید

 
captcha