الصهیونیة هي أکبر داء إبتلی به الیهود
وأشار إلی ذلك، الحاخام اليهودي "أهرون کوهين" (Rabbi Aaron Cohen) والناطق باسم حركة "ناطوري کارتا" الیهودیة في بریطانیا موضحاً أن ناطوري کارتا لیست منظمة إنما هو عنوان یطلق علی الیهود الأرثوذکس المعارضین للصهیونیة.
وقال إن حقیقة الدیانة الیهودیة تعارض الصهیونیة ولاتنسجم معها موضحاً أن الصهیونیة هي نوع من الوطنیة التی تبحث عن تأسیس وطن للیهود.
وأضاف نعتقد بأننا بحسب السنن الإلهیة یجب نکون منفیین ولانناضل من أجل تأسیس موطن وهذه قناعتنا کـ أتباع الدیانة الیهودیة ونعتقد أن القدر شاء لنا التشرد والنفی ولایجوز أن نناضل أو نقاتل من أجل التخلص من قدرنا المکتوب.
وأردف موضحاً أنه لایجوز لنا الإستقرار وذلك بحسب قناعتنا الدینیة نحن نعیش غرباء ولایسمح لنا في دیانتنا أن یکون لنا بلد مستقل لنا کما أن إنشاء دولة یهودیة لها تکالیف بشریة جمة منها إغتصاب أرض فلسطین.
وفي معرض رده علی سؤال حول أسباب رفض الصهیونیة، قال: إن الصهیونیة بحد ذلتها معاناة وجزء منها یتمثل في تعاملها اللاإنساني مع فلسطین والشعب الفلسطیني مؤکداً أننا نعارض هذا التعامل السیئ.
وأردف موضحاً أن هناك تعایشاً تأریخیاً بین الشعب الفلسطیني والیهود یمتد لآلاف السنین ولکن بدأت المشکلة عندما إحتل الصهاینة أرض فلسطین وإکتشف الفلسطینیون أنهم یریدون إحتلال أرضهم.
وعلق علی طلب إسرائیل من الیهود في العالم بالهجرة إلی إسرائیل والإقامة فیها قائلاً: إن إسرائیل ترید إحتلال کامل الأراضی الفلسطینیة وهي بحاجة إلی مزید من الناس لتحقیق ذلك لهذا تدعو الیهود من کل أنحاء العالم للإقامة في فلسطین.
وقال الحاخام الیهودی إننا لسنا بتشکل سیاسي ولانتدخل في السیاسة إنما نتبع في حیاتنا الأنماط الدینیة بعیداً عن السیاسة.
وأکد أننا نعارض الصهیونیة لیس من منطلق سیاسی إنما نعارضها من منطلق دیني وعقائدي بحت ولما تسببه من إنتهاك لحقوق الإنسان مطالباً بتأسیس فلسطین وزوال إسرائیل مؤکداً أن الدولة الفلسطینیة ستضم الفلسطینیین من الیهود وغیر الیهود.
هذا ويذكر أن حركة "ناطوري كارتا" هي جماعة دينية يهودية معادية للصهيونية ترفض الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل لأنها دولة مخالفة لتعاليم التوراة والدين اليهودي، إذ يعتقد اليهود المتدينون (الأرثوذكس) أن فلسطين الأرض المقدسة قد أعطاها الله للشعب الإسرائيلي بشرط تطبيق الشعائر التوراتية وعندما أخلوا بذلك سحبت منهم هذه الأحقية وخرجوا للشتات، ومنذ ذلك الوقت منع عليهم بمنع توراتي إقامة مملكة لهم في الأرض المقدسة أو أي مكان آخر، وأن على اليهود أن يكونوا موالين للممالك التي يعيشون تحت سلطتها، وهو الوضع الذي كان قائماً منذ ألفي سنة إلى أن قامت الحركة الصهيونية بانتهاكه من خلال إقامة دولة يهودية في فلسطين المحتلة.
وتضم حركة ناطوري كارتا الدولية عشرات آلاف اليهود في جميع أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة وفلسطين.
