وأقامت دار القرآن والحديث في حوزة الزهراء(س) التابعة لجامعة المصطفى (ص) العالمية في منطقة "حارة حريك" بالعاصمة اللبنانية بيروت محاضرة قرآنية تحت عنوان "الفلسفة والكلام والتربية والاخلاق تحت ضوء القرآن".

وأقيمت هذه المحاضرة القرآنية الأربعاء الماضي 4 يناير 2023 م، وحملت بمضمونها عنوان "معالم التوحيد في الدعاء الأول من الصحيفة السجادية" للأستاذ سماحة الشيخ "علي حسن الهادي".

وافتتحت المحاضرة بتسليط الضوء على أهمية أدعية الصحيفة السجادية للإمام "علي بن الحسين" (ع) وعلاقتها بكتاب الله وقيمة الدعاء بالنصوص الواردة عن المعصوم باعتبارها صادرة عن معرفة.

وتمحورت المحاضرة حول قضية التحميد لله والثناء عليه التي تعد من أهم الآداب المرتكزة في مخاطبة الإمام (ع) لربّه وطلبه واستغاثته به، وبيان مفهوم الحمد واختصاصه بالذات الإلهية، بمعنى أنه لايستحق الحمد إلا الله، الذي من خلاله أشار سماحته إلى ضابطة أساسية في مقام الدعاء ألا وهي التوجه المطلق والخالص لله تعالى على نحو الانصهار والذوبان بحيث لا يرى الداعي مؤثرًا في الوجود إلا الله تعالى.

وعندما يكون التحميد بهذا المستوى يصبح المعنى أنه لا يوجد أحد قبل الله، ولا بعده كما نصت كلمات الدعاء. الحمدلله الأول بلا أوّل كان قبله والآخر بلا آخر  يكون بعده. وهذا لا يعني محدودية الله تعالى بقضية الزمانية، فالله الأول والآخر بالنسبة إلى مخلوقاته لا بالنسبة إلى ذاته. وهذا ينسجم مع ما نصه الإمام(عليه السلام) في الفقرة الاحقة: "قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين". 

وفي الختام لفت سماحته إلى موضوع الرؤية القلبية، التي تعد بدايات المعرفة الحقيقية والواقعية لله تعالى، والتي تترتب عليها مسألة العبودية والخضوع والتذلل والخشوع لله تعالى. 

 وأوصى الطالبات بمطالعة الصحيفة السجادية والتدبر في إشراقاتها النورانية.

وتجدر الإشارة الى أن دار القرآن والحديث تختص بالتحفيظ والترتيل والتجويد والأداء القرآني، وأيضاً تهتم الدار بالدورات التي تختص بقراءة القرآن الكريم في تحسين الأداء القرآني، ودورات الوقف والابتداء، وعلم الصوت والنغم ودورات علم النبر وغيرها من الأمور التي تعمل على تحسين الأداء القرآني إلى جانب الحوزة التي تقوم بتأهيل وإعداد مدرّسات القرآن الكريم اللاتي تقمن بالتدريس في الحلقات القرآنية  في الحوزة ضمن  الحفظ والتجويد القرآني.